القراءة السريعة
الأولويَّة في تعلُّم القراءة السريعة نابعةٌ من أهمِّية القراءة بشكلٍ عامٍّ للشعوب والأُمم، فهي المسار الأوحد على طريق التقدم وتعزيز التنمية والتطور.
من ذلك تُعَدُّ القراءة الجانب التَّنويري الأهمَّ في الثقافة العامة لأيِّ شعب، حيث منها يتشكَّل ما تتراوح نسبته بين 80 و90% من الوعي الجمعي للأمم.
واقع القراءة عند الشعوب العربية
مع شديد الأسف، فإن واقع القراءة العربي مُزرٍ، ويدعو للخزي؛ فالأمر لا يرتبط ههنا بكيفية القراءة السريعة، بل بفضيلة القراءة نفسها.
ولقد أفادت جميع الدِّراسات الحديثة في باب المُقارنة بين شعوب الأرض المُختلفة بأن الطفل الأمريكي – على سبيل المثال – يقرأ ما لا يقل عن ثلاثة عشر كتابًا في العام الواحد، في حين أن مُعدَّل قراءة الطفل العربي لا يتجاوز خمس عشرة صفحة فقط، إنه لفارقٌ صارخ، وعارٌ محض.
وجدير بالقول إن ضعف مهارات القراءة السريعة بالعالم العربي قد يكون أحد الأسباب المهمة في هذا التبايُن الواضح، فقد أبانت بعض الدِّراسات تراوُح مُعدَّلات القراءة للمُواطن العربي بين 150 و170 كلمة في الدقيقة فقط، في حين أنه يصل إلى ما لا يقل عن 250 كلمة في الدقيقة بالدول الغربية.
والدَّاعي للفخر في هذا الصَّدد التطابُق الكامل في مُعدَّلات الاستيعاب للشعوب العربية والغربية على حدٍّ سواء، حيث أثبتت دراسات عدَّة استقرار المُعدَّلات عند 45 إلى 50% عند جميع الأعراق.
القراءة السريعة تحسينٌ لوعي الشعوب
ما سبق تأكيده في الواقع العربي مع القراءة يُوضِّح بما لا يدع مجالًا للشك الأهمية الكبيرة في تعلُّم مهارات القراءة السريعة وإتقانها، ودور ذلك في تحسين الواقع الثقافي للشعوب.
وعلى صعيدٍ آخرَ، تظهر الأهمية القُصوى لمهارات القراءة في تنمية وعي الشعوب بجعل فضيلة القراءة عُنصرًا حياتيًّا يوميًّا، وهو ما يقي شُرور المعلومات المغلوطة والشائعات الكاذبة والافتراءات المُنمَّقة التي فتحت أبوابها ثورة التكنولوجيا المعلوماتية التي يُعاني منها عصرنا الحديث.
إيجابيات القراءة السريعة
تنضوي القراءة السريعة على عدد من الإيجابيات التي تنعكس بشكل مباشر على واقع القارئ على نحو خاص، وعلى الواقع الثقافي المجتمعي بشكل عام.
تتركَّز هذه الإيجابيات في:
- استيفاء القُدرة الكاملة على تحصيل أكبر قدر من المعلومات في أقصر وقت مُمكن.
- حيازة قُدرة إنجاز الاطلاع المتنوع على أفرع ثقافية وعلمية مُختلفة في وقت قصير.
- القراءة السريعة تزيد من التَّعوُّد على زيادة التركيز وإمعان الفهم.
- ما ينتج عن القراءة من القُدرة على التهام عدد كبير من الصفحات في وقت قصير يُعزِّز الشغف بالقراءة والتحصيل الثقافي ويزيد من مُتعته.
خطوات إتقان تسريع القراءة
إن كان حُبُّ القراءة في حدِّ ذاته موهبة؛ فإن آليات القراءة ومن بينها القراءة السريعة لا تتعدَّى كونها مهارة مُكتسبة تسهُل تنميتها مع الوقت بالتدريب والإصقال.
ووفق هذا المفهوم نجد أن مُرتكزات صقل مهارة القراءة السريعة تتلخَّص في:
- الحرص على الفهم المُجمل العام للنَّص المقروء دون التعمُّق في تفاصيله، لا سيما عند القراءة في غير الفرع المعرفي التخصُّصي.
- البداية بالكُتُب سهلة البنية والعبارة أجدر في تعلُّم تسريع القراءة، ثم التدرُّج إلى الكُتُب الصَّعبة.
- التدرُّب على القراءة يُحتِّم عدم التلفُّظ أو نُطق الكلمات بصوت مُرتفع، بل يُلزم القراءة بالعين فقط وسماع دويِّ الصوت الداخلي المُتردِّد فقط.
- التدرُّب على الجمع بين القراءة وتحويل المقروء إلى مشاهد تخيُّلية تمُرُّ أمام العين يُعزِّز من السُّرعة وسُموِّ الإدراك.
- من الضروري توسيع مدى الرؤية بجعل العين تلتقط عددًا أكبر من الكلمات والسطور في الوقت نفسه.
- في أثناء التدرُّب على القراءة السريعة لا بُدَّ من الانتقال السريع من سطر إلى سطر، ومن صفحة لأخرى؛ حتى لو استعصى فهم أحدها.
- أثناء التدريب لا يُعتَدُّ بقراءة الحواشي الجانبية أو السُّفلية، ويُمكن الرجوع إليها في أوقات القراءة المُتأنِّية دون أوقات التدريب المُخصَّصة.
- في بدايات التعوُّد على القراءة سينشأ شعور مؤقت بقلَّة الفهم، ولكنه ما يلبث أن يزول سريعًا.
- تجاهُل المعلومات المُكرَّرة والمعروفة سلفًا من أولويات القراءة السريعة.
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.