تعد صفة ضبط النفس من صفات الأشخاص الذين يتمتعون بعلو الهمة، وعظم الإرادة والقدرة على التحكم في أحاسيسهم والتأثير عليها، وبالتالي يتمتعون بشخصيات سوية قوية وذلك لأن القوة تعني ضبط النفس، ولنا في الحديث النبوي الشريف ما يدل على صحة ذلك حيث يقول صلى الله عليه وسلم: “ليس الشديد بالصُّرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب”.

تعريف ضبط النفس

يُقصد بمهارة ضبط النفس القدرة على التحكم في التصرفات الصادرة عن النفس، بهدف تحقيق أفضل رد فعل ممكن، ودوام مراقبة النفس وما يصدر عنها وتهذيبها بحيث يتم حماية الشخص والآخرين من حوله من الضرر، فضلا عن القدرة على عيش حياة أفضل مفعمة بالتميز والإنجاز.

أهمية ضبط النفس على المستوى الفردي والمجتمعي

وتتمثل أهمية ضبط النفس وقوة الإرادة في الارتقاء بحياتنا اليومية، عبر الحد من ردود الأفعال غير المرغوب فيها مثل الغضب وتجاوز الحدود والاندفاع، فضلا عن تحقيق الآثار الإيجابية التالية:

• القدرة على التفكير المتوازن، وتقدير الأمور.
• القدرة على الصبر حتى تحقيق الهدف والطموح والتميز.
• ضبط النفس عند الغضب يؤثر بشكل إيجابي على صحة الإنسان على المستوى الجسدي والعقلي والنفسي.

10 طرق ذكية تساعدك على اكتساب مهارات ضبط النفس

فيما يلي خلاصة خبرات العلماء والمتخصصين في علم النفس حول كيفية ضبط النفس

أولا: التدريب على التخلص من الغضب

ينصح المتخصصون في هذا المجال بالتدرب على التخلص من ردات فعلك المتمثلة في الغضب عبر الاشتراك في تمارين ضبط النفس مثل الجمباز أو الملاكمة أو التنزه في الغابة لفترة طويلة.

ثانيا: تقوية الثقة بالنفس

تعد تقوية الثقة بالنفس عاملا مهما في اكتساب مهارة ضبط نفسك فالعلاقة طردية بينهما، وما نعنيه هنا هو أن ثقتك في نفسك ستمنعك من الانقياد إلى ردات فعل غير مرغوب فيها تجاه أفعال الآخرين التي تهدف إلى زعزعة استقرارك النفسي، وبالتالي لا تمكنهم من تحقيق أهدافهم.

ثالثا: مراقبة النفس

مراقبة النفس، وضبط سلوكها حتى يتم اكتساب مهارة ضبط النفس، وتصبح عادة لديك.

رابعا: التقليل من المثيرات

من المهم محاولة التقليل قدر المستطاع من التعرض للمثيرات التي تتسبب في عدم التحكم في ردات فعلك.

خامسا: ممارسة التأمل

ممارسة التأمل، والذي يعمل بدوره على تدريب الدماغ وإكسابه القدرة على ضبط نفسك، والتحكم في الانفعالات الشخصية.

سادسا: التحكم فى الانفعالات

تذكر دائما أن الاندفاع وعدم التحكم في انفعالاتك أثناء المواجهة يضر بعلاقاتك مع المحيطين بك.

سابعا: التنفيس أولا بأول

عبر عن شعورك ووجهة نظرك تجاه الأشياء في وقتها حتى ولو كانت أشياء بسيطة، ولا تجعلها تتراكم حتى تتسبب في الاحتقان، وبالتالي الانفجار والعصبية وعدم ضبط نفسك.

ثامنا: تنظيم الوقت

يذكر المتخصصون أن تنظيم الوقت له أثره الإيجابي في اكتساب مهارات ضبط النفس، حيث تكون قادرا على تحديد مهامك وتنظيمها، وتوفير وقت مناسب لراحتك ونومك وممارسة أنشطتك المفضلة.

تاسعا: ضبط النفس عند الغضب

اتباع الإرشادات النبوية في ضبط النفس عند الغضب، والتي تحث على تجنبه بالوضوء وكثرة الاستغفار، وتغيير مكانك والصلاة.

عاشرا: ممارسة تمارين الاسترخاء

ممارسة تمارين الاسترخاء، عن طريق الجلوس في مكان هادئ، وإغماض العينين وأخذ نفس عميق وببطء وحبسه مدة قصيرة ومن ثم إخراجه بعمق وبطء أيضا، مع تكرار هذا التمرين نحو أربع أو خمس مرات في الجلسة الواحدة، ويعرف هذا التمرين بطريقة “جاكبسون”.

إن كنت راضيا عن مقياس ضبط نفسك الذي تتمتع به، فسوف تجد ثماره العاجلة في حياتك، والتي تتمثل في تفويت الفرص على أعدائك، وعدم التحسر أو الشعور بالندم، وتجنب سوء الخلق، لذا عاهد نفسك على أن تبدأ من الآن في تدريب نفسك على التحكم في انفعالاتك الشخصية واكتساب مهارات ضبط النفس باتباع الطرق السابق ذكرها.