ماهي الصداقة وماهي أنواعها ؟
الصداقة: من الصدق، وهي علاقة من العلاقات الاجتماعية التي تربط بين شخصين أو أكثر وهم الأصدقاء، فالصداقة بتعبير بسيط هي اكتساب الأصدقاء، ولكن الأمر ليس سهلا دائما، فالحصول على علاقة صداقة جيدة وسامية، وذات أسس متينة صعب شيء ما، اذ تتدخل في ذلك مجموعة من المعايير، كوجود اهتمامات ونقاط مشتركة، وتقارب في طريقة التفكير، ولا يمكن تقييم الأصدقاء حقا الا من خلال المواقف التي تحصل في حياتنا، حينها فقط ستعرف هل هو عملة نادرة أم أنه مجرد عملة مزيفة.
هل حقا أنت تملك صديقا حقيقيا؟ هذا ما سنعرفه اليوم. ولكن قبل ذلك دعونا نخوض في:
مفهوم الصداقة في إطار الدين الإسلامي.
ان أي علاقة يعقدها الشخص في حياته يكون هدفه منها السمو به نحو الأفق، وتكون مشاعر متبادلة قائمة على المحبة والصدق والتعاون، فالصداقة في الإسلام هي تلك التي تسير بك نحو الطريق المستقيم، فأصدقاء السوء لن يأخذوا بيدك الى الفضيلة، لن ينصحوك ولن يرشدوك، بل على العكس سيدفعون بك نحو الهاوية ويشجعوك على المنكر. ولهذا يجب أن تكون فطنا وتنتقي أصدقائك بعناية، تستثني فقط ما يفيدك وتترك الباقي.
الصفات التي ينبغي توفرها في الصديق
وهناك مجموعة من الصفات التي ينبغي توفرها في الصديق، والتي تندرج بأكملها تحت معيار الدين والتقوى والصلاح، وهي:
-أن يكون عبدا تقيا صالحا. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تصاحب الا مؤمنا، ولا يأكل طعامك الا تقي) ولقوله عز وجل: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين)
-أن يرشدك الى طاعة الله وترك نواهيه، فقد جاء في حديث النبي صلى الله وعليه السلام ما يلي: (المؤمن مرآة أخيه المؤمن)
-من يدلك الى الله ويخشى عليك من المعاصي والآثام، ومن يرضى لك ما يرضاه لنفسه، ويتمنى لك الخير والفلاح، فهذا هو الصدق، المشاعر الصادقة، وهذه هي الصداقة الحقيقية.
وقد اجتمعت خصال الصداقة في عبارة للإمام ابن الجوزي رحمة الله تعالى عليه، فقال: (ينبغي أن يكون فيمن تؤثر صحبته خمس خصال: أن يكون عاقلا، حسن الخلق، غير فاسق، ولا مبتدع، ولا حريص على الدنيا) فمن اجتمعت فيه كل هذه الخصال فان صحبته لا ينتفع بها في الدنيا فقط، بل ينتفع بها حتى في الاخرة.
كما ينبغي على صديقك أن يقدر ظروفك ويلتمس لك الأعذار دائما. وأن يكون واعيا وسليما في نفسه، فلا يحسد ولا يغتاب ولا يحقد ولا يسب ولا يشتم، لأنك ستتأثر بأي طبع من طباعه، سواء بوعي أو بدون وعي منك، أيضا يجب أن يكون شخصا متفائلا ومتزنا، مليئا بالإيجابية لأن طاقته الإيجابية ستكون معدية لك.
اقرأ أيضا : تطوير الذات وبناء الشخصية الإيجابية وكيفية تطبيقه منهجياً
أنواع الصداقة
-صداقة المحبة: هي أقوى أنواع الصداقة. لاتصافها بأعلى قدر من المشاعر الجياشة، فتتحول بسهولة الى حب تكمن فيه كل معاني العطاء والتضحية والمودة والرحمة.
-صداقة الأخوة: هي علاقة تنشأ بين شخصين وتستمر على طول العمر، وغالبا ما تبنى هذه الصداقات منذ الصغر بين أبناء الحي او المدرسة مثلا. ومن الصعب تهديمها لمجرد تواجد مسافات وبعد جغرافي بين الطرفين.
-صداقة المصلحة: لا أظن أن إطلاق اسم ” صداقة ” على هذه العلاقة ومثيلاتها امر جيد. لأنها تكون مبنية على مصالح شخصية، ويكون دافعها تحقيق أهداف خاصة.
-صداقة العمل أو الدراسة: علاقات تنشأ بين زملاء الدراسة أو زملاء العمل. وغالبا ما تنتهي بنهاية ذاك العمل أو تلك الدراسة.
-صداقة العمر: هي الصداقة التي تلازمك منذ نعومة أظافرك حتى اخر مرحلة من حياتك.
وهناك أنواع أخرى كثيرة للصداقة ولكننا اكتفينا بذكر الأساس فقط. والان أظن أنك أصبحت تفرق بين صديقك الحقيقي وصديقك المزيف أو صديقك ” المصلحجي «. فان كان لك صديق جيد وذو خلق حسن فنصيحتي لك أن تحافظ عليه وتحبه. واياك أن تخسره ظنا منك أنك ستجد من هم مثله في تعامله وخلقه وطيبته. فستدرك متأخرا أنك قد خسرت الألماس. حينما كنت منشغلا بتجميع الحجارة. أما للذين ليس لهم أصدقاء، فأنصحكم أن تأخذوا بعين الاعتبار المعايير التي ذكرناها سابقا في اختيار الصديق، وأدام الله المحبة بين قلوبكم.
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.