التَّخطيط الاستراتيجي
أصبح التَّخطيط الاستراتيجي ذا أولويَّة أساسيَّة لجميع الأنشطة الحياتيَّة العامَّة والخاصَّة، بل أصبح السَّبيل الوحيد أمام المُؤسَّسات والهيئات الخدميَّة والتجاريَّة لتحقيق أهدافها وصياغة رؤيتها على أرض الواقع.
ولا يتوقَّف استخدام الخُطط الاستراتيجيَّة على المُنشآت، بل إن الناجحين مهنيًا يعتمدون بشكل أو بآخر على خطط استراتيجيَّة مكَّنتهم من الوصول لما هم عليه من النجاح والتميز بوضع رؤية وأهداف مُستقبلية قابلة للتطبيق ومحددة بأُطُر زمنية مناسبة.
مفهوم التَّخطيط الاستراتيجي
لا يُوجد صياغة تعريفية واحدة لمفهوم التَّخطيط الاستراتيجي، حيث إنه مفهوم مُختلف الدلالات باختلاف الهدف وطبيعة النشاط، أي يُمكننا القول إن التَّخطيط الاستراتيجي مُختلف بحسب نوع الهيئة أو الشركة، كما أنه مُختلف في صيغ المبيعات عن صيغ التسويق… وهكذا دواليك.
من هنا يتَّضح أن كل مجال وأسلوب إداري طرح لنفسه مفهومًا مستقلًا للتخطيط الاستراتيجي بحسب الرؤية والأهداف والعوامل المجتمعية والقانونية القائمة. والمغزى منه في النهاية تحديد رؤية واضحة المعالم على المدى البعيد تكون قابلة للتطبيق وأداة توصيل نحو الهدف المرجو من المنظمة محل العمل.
أهمية التَّخطيط الاستراتيجي
لا يُفهم من عدم وجود تعريف محدد يضع إطارًا عامًا لمفهوم التَّخطيط الاستراتيجي بأنه رفاهية إدارية، بل أصبح علمًا مستقلًا بذاته متعدد الفروع بتعدد الأنشطة المستهدف تقديمها في المجتمعات المُختلفة، بل وتتَّسم الخطط الاستراتيجية بالمرونة للتغيير كل فترة وفق تعديلات الرؤى والأهداف والتَّغيُّرات الخارجية.
من هنا تتمحور أهمية التَّخطيط الاستراتيجي حول:
- الضرورة لبقاء الشركة أو المؤسسة الهيئة أو المنظمة داخل دوائر المنافسة.
- أساس في ترتيب الأفكار والأهداف وإكسابها طابعًا زمنيًا قصيرًا وطويلًا للتحقيق والحيازة.
- التحديد الدقيق والصياغة الواضحة للأهداف والتأكد بين الحين والآخر من العمل على الوصول إليها دون الحيدة عنها.
- المشاركة في التأكد من انضباط العمل وتماشيه مع الرؤية المقررة.
- أهم مقومات اتخاذ القرارات وتعديلها.
- الأساس في تحديد الأدوار والمهام لكل فرد من أفراد المنشأة، والساس في تقييم أدائهم أيضًا.
- يلعب التَّخطيط دورًا رئيسيًا في توفير الوقت والجهد والمال وتجنب الاستثمار فيما لا يُفيد.
- المراجعة الدورية لأوجه التميز وأوجه القصور لتعزيز الإيجابيات وتفادي أثر السلبيات على مُجمل الخطة المقررة.
عناصر التَّخطيط الاستراتيجي الأساسية
لكي تُوصف الخطة بالاستراتيجية لا بُدَّ أن تشتمل على:
- الرؤية Vision: وهي الأبعاد العامة التي تستهدف الشركة أو المؤسسة تحقيقها بكامل حذافيرها في المُستقبل، كما أنها الأساس الذي تُبنى عليه جميع عناصر الخطة الاستراتيجية بناءً على تجاوب هذه العناصر معها.
- الرسالة Mission: أي الصياغة الموجزة التي تعبر عن كينونة المهام التي يقوم بها أفراد المنظمة متضمنة الأطراف المستفيدة مما تسعى المُنشأة لتقديمه في المجتمع.
- الأهداف Core Values: وهي تفصيل خلاصات الرؤية والرسالة، وينبغي أن تكون محددة واضحة وقابلة لقياس نجاح تنفيذها قابلة للتطبيق والتحقق واقعيًا محددة البُعد الزمني.
- نقاط القوة ونقاط الضعف SOWT Analysis: تُعد أهم عناصر التَّخطيط الاستراتيجي للوقوف كل فترة على مركز المؤسسة أو الشركة في السوق من حيث ممتلكاتها المالية والبشرية والتكنولوجية لضمان عدم عرقلة تحقيق الأهداف المنشودة وإصلاح الخلل فور الاكتشاف، وكذلك الحكم على الفرص المتاحة من حيث الجودة وخدمة الكيان.
- خطة العمل Action Plan: وهي الإطار النظري الزمني لتطبيق بنود التَّخطيط الاستراتيجي على أرض الواقع ومواقيت الانطلاق نحو تطبيق الرؤية وحصد الأهداف التي تقررت سلفًا.
وفق ذلك في هذا المقال نجد أن التَّخطيط الاستراتيجي هو الأساس المنهجي الذي تُبنى عليه المؤسسات والشركات الخدمية والتجارية والصناعية، كما أنه حائط الصَّد أمام المُتَغيِّرات المجتمعية والاستثمارية لتفادي آثارها على الكيان.
إرسال التعليق
يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.