إن تطوير الذات لا يقتصر فقط على المهارات الاجتماعية والقدرة على التواصل . كما لا يقتصر على المستوى الفكري الثقافي أو المادي ، إنما يتجلى في كل مناحي حياة الإنسان وجوانبها . بما فيها الدراسة والعمل ،
فما من طالب إلا وتجد أنه يبذل ضعف أجهاده للرفع من مستواه التحصيلي الذي سيخول له فيما بعد أعلى المناصب وأرقاها . وما من موظف سواء في القطاع أو الخاص إلا ويسعى جاهدا لبلورة وترقية مستواه .
الترقية لا تشمل دائما المادة أو الأجرة الشهرية . إنما لابد ان تقترن هذه الأخيرة بمجموعة من الأمور التي تسمح للفرد بالترقي في العمل . كٱكتساب المهارات الضرورية للتعامل مع الأشخاص في بيئة العمل . وٱكتساب الخبرة الكافية التي تجعلك تبني رؤية مستقبلية وٱحتمالات بشأن المشاريع . وأيضا ٱكتساب الاستراتيجيات الناجحة في الإجتماعات والمؤتمرات التي تنسق إما داخل بيئة العمل أو خارجها .
من الجيد الأخذ بعين الإعتبار بعض الامور الضرورية التي هي بمثابة شهادات جيدة ولو أنك لا تلحظها !
في مؤلف لجوزيف ميسنجر تحت عنوان : لغة الجسد النفسية ، خصص الكاتب شقا للحديث عن بيئة العمل ولغة الجسد النفسية فيها . فذكر مثلا أن المدير أو المشغل يلحظ بعض الأمور التي ربما أنت لا تهتم لها إطلاقا . كنظافة أسنانك ! إذا لم تهتم بتنظيف أسنانك فكيف إذن ستشتغل وتدير أعمالا ؟
هذا بالضبط ما ورد في الكتاب . لهذا قبل الخوض في الإجابة عن سؤال : كيف تطور الذات في العمل ؟ يستحسن مبدئيا الانتباه لمثل هذه الأشياء . لأنها تشكل حاجزا رفيعا يحدد إذا كنت مستحقا للترقية أم لا .
اقرأ أيضا : تطوير الذات وبناء الشخصية الإيجابية وكيفية تطبيقه منهجياً
طرق تطوير الذات في العمل :
سواء كنت تشتغل موظفا في القطاع الخاص ، او تدير مشروعك الشخصي ، فمن المهم معرفة والعمل بهذه النقاط التي ستيسر لك السبيل :
مبدأ الكفاءة والإستحقاق : هل أنت شخص كفؤ وقادر على إنجاز المهم الموكلة إليك ؟ هل تملك من الخبرات والتجارب ما يكفي لإنجازها ؟ هل تتوفر فيك قيم الأمانة والعلم والخبرة ؟ قبل الشروع في عمل ما ، أجب عن هذه الأسئلة لأنها هي الركيزة الأولى التي ستحدد لك إذا كان هناك أمل لتطوير ذاتك في العمل .
البحث عن الأمانة في الموظف الجديد معيار مهم ، قال تعالي : ” قالت إحداهما يا أبت ٱستأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين ”
ملكة البحث والتنقيب : قليلون جدا من يملكون هاته الخصلة ، يظن البعض أنها فضول بينما هي من أكثر السمات التي ستدفعك وتقودك دائما نحو التعلم وتطوير ذاتك في مجالك أو في مجالات متعددة ، إذا كنت تبادر بالبحث والتنقيب عن المعلومة في الكتب أو الإنترنت أو من بعض الأشخاص حتى فأعدك أنك ستكتسب قدرا هائلا من المعلومات والخبرات الحياتية ولم لم تعشها ، كل هذه ستدفع بك درجات في سلم تطوير الذات .
المثابرة والاجتهاد : لا تقل أنك تريد الوصول الى القمة دون بذل قصارى جهدك لأن ذلك أمر مستحيل ، فلو أردت الحصول على شيء في الحياة فإنك تدفع ثمنه مهما كان ، تنطبق القاعدة على الموظف وعلى صاخب المشروع الحر ، الموظف سيجتهد ليترقى في عمله ، لشخص الحر سيجتهد ليحقق رؤيته لمشروعه .
أما في الأخير فهناك:
الثقة بالنفس : ثق بنفسك وٱعلم أن مرادك قريب ولا تفصلك عنه سوى خطوات . تلك الخطوات هي الإجتهاد والصبر فتحلى بهما .